كيف تكون الشمروخ ؟
كيف تكون الشمروخ ؟
المقصود بان تكون الشمروخ هو ان تكون حلما للجميع:
ليس الشمروخ بالمال:
المال هو عصب الحياة فالمال ما أجمله وما أشرفه وما أعزه وما أكرمه إن حركته أيدي الصالحين واذا كان المال خال من طاعة رب الأرض والسموات سيكون من أعظم أسباب الشقاء.
أغنى امرأة فى العالم كريستينا أوناسيس ابنة الملياردير الشهير أوناسيس الذي يملك المليارات والجزر والأساطيل مات أبوها فورثت كل هذا المتاع أموال وتجارات وشركات فهل كانت شمروخة؟
الجواب: تزوجت هذه المرأة برجل أمريكي عاش معها شهوراً ثم طلقها أو طلقته ثم تزوجت برجل يوناني عاش معها شهوراً ثم طلقها أو طلقته ثم تزوجت للمرة الثالثة برجل شيوعي فسألها أحد الصحفيين يوماً لماذا كل هذا؟ ما هذا التشتت؟ قالت: أبحث عن الشمروخ. وعاش معها هذا الشيوعي فترة قصيرة ثم طلقها كذلك ثم تزوجت للمرة الرابعة برجل فرنسي وبعدها حضرت حفلاً كبيراً في فرنسا فسألها أحد الصحفيين: هل أنتِ أغنى امرأة؟ قالت: نعم أغنى امرأة ولكن أشقى امرأة وعاش معها هذا الفرنسي مدة ثم وجدوها بعد ذلك جثة هامدة بإحدى الشاليهات بدولة الأرجنتين!!
والسؤال: هل هذه المرأة استطاعت بمالها ان تكون الشمروخ؟
والجواب:أما في الدنيا فلا وأما في الآخرة فستقول كما قال الله تعالى: ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ...﴾ [الحاقة 28،29].
ليس الشمروخ في المنصب والشهرة:
والحقيقة أن المنصب أو الشهرة كالمال فقد يكون سبباً من أسباب الشمروخ وقد يكون سبباً من أسباب الشقاء والتعاسة
قارون: تقلد المنصب كان مشهوراً أعطاه الله كنوزاً كالجبال وأعطاه من المال ما لا يخطر على بال ما جمعه بجهده ولا بذكائه وعبقريته وظن أن المال هو الحياة فكفر بنعمة الله وقد حذره ربه وأنذره مولاه فعاند واستكبر وقال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص:78]فكان الجزاء المر ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ [القصص:81].
1- وليس الشمروخ في تقليد العصاة والتشبه بهم:
باسم التطور والحضارة ظناً أنه سيجد الشمروخ فنجد من يقص شعره قصة معينة تشبهاً بالعصاة من الغرب وغيرهم وتقليداً لهم، ونجد المرأة قد خرجت من بيتها وقد كشفت عن زينتها وأظهرت عورتها ولبست البنطال واختلطت بالرجال تقليداً لهؤلاء فهؤلاء هم الذين قالوا: "اخلعوا الحجاب عن المرأة وغطوا به المصحف ولا تجزعوا من بنائهم المساجد ودعوهم يبنون كما يشاءون مادام أبناؤهم يتعلمون في مدارسنا".
وليس لي أن أوجه إلى هؤلاء وأولئك إلا قوله عليه الصلاة والسلام: "من تشبه بقوم فهو منهم" [رواه أبو داود وصححه الألبانى]
2- ليس الشمروخ في الاستسلام لهذه النفس والجرى وراء شهواتها وتلبية رغباتها:
فيقع في المعصية التي تهواها نفسه من ربا وزنا وغيبة ونميمة وكذب وظلم ونظر إلى المحرمات ومعاكسات وغير ذلك..
يقول الحسن البصري رحمه الله: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه".
رأيت الذنوب تميت القلوب
![]()
وقد يورث الذل إدمانها
![]()
وترك الذنوب حياة القلوب
![]()
وخير لنفسك عصيانها
![]() |
3- فمن الشمروخ لمن يبحث عنه؟ أين طريقه؟
وجده محمد عليه الصلاة والسلام وهو يحاط في الغار بسيوف الكفر ويرى الموت رأى العين ويلتفت إلى أبى بكر مطمئناً وهو يقول: "يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا".
ووجده أصحابه رضى الله عنهم أوذوا من كل الناس حوربوا من القرابة قُدًّم رجالهم إلى المعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم في نزهة أو في ليلة عيد مع نبيهم وإمامهم وقدوتهم عليه الصلاة والسلام.
وجد الشمروخ ابنُ تيمية وهو يكبل بالحديد ويغلق عليه السجان الباب داخل غرفة ضيقة مظلمة فيقول ابنُ تيمية: ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد: 13] ثم ينشد نشيداً ويدون رسالة دًوّنها له التاريخ: " ماذا يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري إن سرت فهي معي أنا قتلى شهادة وسجني خلوة وإخراجي من بلدي سياحة "
•الشمروخ: ليس قصر عبد الملك بن مروان ليس جيوش هارون ولا كنوز قارون ليس الشمروخ شيكاً يصرف ولا سيارة تركب ولا وردة تُشم ولا فتاةً يُنظر إليها .
• لا تفرح بالدنيا إذا أعرضت عن الآخرة
• لا تفرح بالولد إذا أعرضت عن الواحد الصمد.
• لا تفرح بالأموال إذا أسأت الأعمال.﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.
الشمروخ :
الشمروخ في الدنيا والشمروخ في الآخرة. ففي الدنيا قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل:97] وفي الآخرة عند أول قدم نضعه في الجنة : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة:22،23] وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من أراد الأبدية فليلزم عتبة العبودية.
تعليقات
إرسال تعليق